الرئيسية
السيرة الذاتية
الأخبار
اخبار سماحة المرجع
أخبار المكتب
اخبار الوكلاء و المعتمدين
الارشادات و التوجيهات
الاستفتاءات
الدروس
دروس الفقه
دروس الاصول
دروس التفسير
دروس الاخلاق
المؤلفات
البيانات
السؤال:هل إنَّ السعة الزمانية ليومٍ كيوم الطف تسع لما يطرحه أرباب المقاتل من قتلى على يد أهل البيت(ع)، ومبدئياً لا ضير في أن يَقتل الإمام ما نُقل في المقاتل من الأعداد بل أضعاف، ولكن في محض ذلك الوقت هل يسع مثلاً قتل ــ على الأقل الأعداد مثلاً ــ ألف شخص في نفس الوقت، أجاب أحدهم عن هذا السؤال بأن الشيخ الدربندي صاحب إكسير العبادات أجاب بأن الله قد أوقف الزمن في ذاك اليوم ما تسنى حصول هكذا أعداد من القتلى وإلاّ فإن ما تطرحه كتب المقاتل من أعداد القتلى ما هي إلاّ اجتهاد من عند المؤلف أفيدونا مأجورين؟
الجواب:بسمه سبحانه: اعلم يا بُني إنَّ الروايات التي تحكي لنا فاجعة الطف قد اختلط فيها الحق مع الباطل، كما ينبغي أن تعلم أن القوى البشريّة والقُدرة على القِتال في شبابنا اليوم أقل بكثير مما كانت لدى أهل ذلك الزمن، وإلاّ فإن فتحت باب هذا الشك فإنه يسرى حتى إلى غزوات الرسول(ص)، كما ينبغي أن تَعلم إنَّ الفقهاء (قده) أحِيْاءً وأمواتاً لا يحكمون بصحة جميع الروايات، ويُوصون الخطباء بما يلي: 1ــ الاجتناب عن ذكر روايات تُخفف من أهميّة الواقعة لدى العقلاء. 2ـ الاجتناب عن الروايات التي لا تتناسب مع قُدسية الإمام وعِصمتِهِ. 3ـ عدم الجزم بصحة كل ما يُروى ما لم يكن هناك سندٌ مُعتبر، ومع عدمه يَنسب الرواية إلى المصدر الذي أخذها منه ليَحمي نفسه من الكذب. 4ـ إنَّ الأخبار الصحيحة في هذا الشأن محدودة العدد جداً. 5ـ لا يبعد أن يكون السبب في كثرة القتلى هو تدافع الناس في العسكر بعضهم للبعض حالة الهجوم عليهم من قبل أحد المجاهدين من أنصار الحسين(ع) وكذلك لمّا برز(ع) بنفسه القدسية وذلك ليس بمستبعد حيث تشاهدون التدافع حال ازدحام الناس وهم عزل يوجب ذلك فكيف إذا كان كل واحد منهم مجهّزاً بسيف ورمح وسهام وحراب. 6ـ إنه قد أختلط ما نَظَمَهُ الشعراء من نسج خَيالهم مع الروايات، ممّا يعني التريّث في الجزم بكل ما نسمعه من الخطباء، والذي ينبغي القول به يتلخص في أنّا نسمع الروايات التي لا تَحط من كرامة الإمام وكرامة مبدئه وعظمة نهضته، وكما نسمع الأشعار المُثيرة للعاطفة والحزن في القلوب لغاية البكاء عليه(ع)، ولأجل بقاء جذوة النهضة الحسينية مُتقدة في القلوب لأن هذا المعنى نَدَبَ إليه أئمتنا(ع)، فإنَّ بقاء هذه النهضة حيّة في القلوب مُرتبطٌ بالعواطف مندمجٌ مع روح المؤمنين، فيه ضمان استمرار الدين، كما إنه يُساعد على كشف إجرام أعداء الدين ويُخيف الظَلَمة ويَهز عروشَهم ولذلك تراهم يَخافون من استمرار الثورة الحسينية في القلوب، وإلاّ فماذا يَضُرّ الظالم من بكاء المؤمن في بيته أو في الشارع أو لطمهِ على صَدرِهِ على الحسين(ع)، وليس على وجه الظالم. واعلم أنَّ الحسين(ع) مصباح الهدى وسفينة النجاة وهو أوسع سفينةٍ هيّأها الله سبحانه لنجاة المؤمنين. والله العالم.
السابق
1
التالي