الشيخ علي النَّجفيّ خلال استقباله أساتذةً وطلبةً من بغداد
1/1/2025
النجف الاشرف عاصمة التشيع وهي مركز تأثير حقيقي
في إطار سلسلة الزيارات الدينية التي تنظمها المؤسسات التعليمية والشبابية من مختلف أنحاء العراق إلى النجف الأشرف، استقبل المكتب المركزي لسماحة المرجع الديني الشيخ بشير النَّجفيّ (دام ظله) وفداً من الأساتذة والطلبة القادمين من العاصمة بغداد. تخللت الزيارة سلسلة من اللقاءات والمحاضرات التي ركزت على قضايا دينية وفكرية، مع التركيز على الشباب كركيزة أساس في بناء المجتمع.
الشباب والتفقه في الدين ألقى سماحة السيد محمد طاهر الجزائري، ممثل مكتب المرجع النَّجفيّ، محاضرة توجيهية استهلها بالحديث عن أهمية التفقه في الدين باعتباره ركيزةً أساس لكل عمل يقوم به الإنسان. وأكَّد سماحته على ضرورة أن يكون ارتباط الإنسان بأهل البيت (عليهم السلام) محورياً في جميع أعماله، قائلاً: "كل عمل يجب أن يرتبط بمحمد وآل محمد، فهم النموذج الأكمل للإنسانية في الإيمان والعمل الصالح". وأشار سماحته إلى أن الشباب يمثلون أمل الأمة ومستقبلها، وأن عليهم التمسك بطلب العلم والتعمق في المعرفة، معتبراً أن العلم لا يقتصر على الجانب الأكاديمي، بل يشمل الفقه الديني والتفكر في العقيدة. ودعا الشباب إلى الالتزام بالتفكر والتدارس المستمر وسؤال أصحاب الاختصاص لضمان فهم عميق وصحيح للدين، مع التحصن من محاولات الأعداء التي تستهدف حرف العقيدة والأخلاق.
التأثير أداة العصر وعلى صعيد متصل، استقبل سماحة الشيخ علي النَّجفيّ، ممثل سماحة المرجع النَّجفيّ(دام ظله) ومدير المكتب المركزي، الوفد وألقى محاضرة ركزت على مفهوم "التأثير" في العصر الحالي. وأوضح سماحته أن التأثير أصبح أداة العصر للسيطرة على العقول، مشيراً إلى أن القوى الكبرى تسخر كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الإعلام الحديث، للتأثير على المجتمعات فكرياً ودينياً وثقافياً. وقال الشيخ النَّجفيّ: "يجب أن نفرق بين القائد والمقود، فالقائد لديه وسائل التأثير في عناصر المجتمع بمختلف الشرائح والمشكلة عندما يكون هذا القائد صاحب هدف لحرف المجتمع فهناك مشكلة اجتماعية كبرى. مشيراً الى ان القائد وحسب الدين المحمدي الأصيل هو الذي يمتلك الفكر والرؤية الصحيحة المستمدة من قيم أهل البيت (عليهم السلام)، والجماهير يجب ان تكون صاحبة فكر وثقافة وتميّز بين الصح والخطأ وبين الحق والباطل". ودعا إلى ضرورة أن يكون التأثير الإيجابي هو السائد، لا سيما في دور الآباء والمعلمين الذين يجب أن يكونوا نماذج يُحتذى بها في التأثير على الأبناء والطلبة، لتعزيز القيم الأخلاقية والدينية.
أهل البيت عليهم السلام: مصدر قوة وتأثير وأضاف سماحته إلى الدور المحوري للإمام الحسين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام) في تعزيز الهوية الإسلامية. وأكد الشيخ النجفي أن عاشوراء تمثل مصدر قوة وإلهام للأمة ويجب الاستفادة من هذه القوة، مشيراً إلى أن رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) تتجلى في التضحية والإصلاح، وهو ما يتطلب من الجميع الالتزام بنهجه والعمل وفق معاييره وموازينه.
دعوة للالتزام بنهج الإمام الحسين (عليه السلام) اختتمت الزيارة بالدعوة إلى أن يكون الشباب كما أرادهم الإمام الحسين (عليه السلام)، من خلال التمسك بالقيم والعقيدة الصحيحة، والابتعاد عن الانحراف الفكري والأخلاقي. وأكَّد الشيخ النَّجفيّ أنَّ الإمام الحسين (عليه السلام) قدَّم كل ما يملك في سبيل الأمة، مما يضع على عاتق الجميع مسؤولية كبيرة للالتزام بنهجه والعمل على بناء مجتمع قوي ومتماسك.
النجف مركزٌ عالميٌّ كما استعرض سماحته الأهمية الكبيرة لزيارة الحبر الأعظم بابا الفاتيكان للنجف الأشرف ولقائه بالمرجعية الدينية العليا، معتبراً أنَّ هذا اللقاء يمثل رسالة قوية للعالم لبيان مكانة النجف كعاصمة للتشيع ومركزٍ حضاريٍّ للإسلام، وهي نمثل نموذجاً حيّاً قريباً لأثر النجف الاشرف في العالم على جميع الصعد وتأثر العالم بها.
الحفاظ على الهوية الإسلامية والتصدي للتحديات خلال اللقاء، شدد سماحة الشيخ النَّجفيّ على أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية التي تتجذر في القيم والمبادئ المحمدية الأصيلة. وأشار إلى أن الأعداء يعملون بوسائل متعددة، لا سيما الإعلام الحديث والتقنيات المتطورة، للتأثير على فكر الشباب وإبعادهم عن دينهم وأخلاقهم. وأكَّد سماحته أنَّ الهوية الإسلامية ليست مجرد انتماء عاطفي أو تاريخي، بل هي منظومة متكاملة تشمل القيم والمبادئ الأخلاقية التي ترتكز عليها المجتمعات. ودعا إلى ضرورة الالتزام بخط أهل البيت (عليهم السلام) باعتباره السور الذي يحمي العقيدة من الانحراف.