ممثل سماحة المرجع النجفي(دام ظله) خلال مسيره نحو كربلاء
زيارة الأربعين.. رمز الوحدة والتجديد الروحي بين أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في العراق.
24/8/2024
تُعدُّ زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأربعين واحدة من أكبر وأهم الشعائر الدينية لدى أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، حيث يؤكد سماحة الشيخ علي النجفي (دام تأَييده) أن هذه الزيارة ليست مجرد طقس ديني، بل هي تأكيد من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وتوجيه ملزم لأتباعهم بأهمية إقامتها مهما كانت الظروف المحيطة.. ويتجلى هذا التوجيه عبر التاريخ، حيث نجد أن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) قد أصروا على إقامة هذه الشعيرة حتى في أصعب الظروف وأشدها قسوة التي اتسمت بالترهيب والعنف والقتل والبطش.
ويشير ممثل سماحة المرجع النجفي(دام ظله) ومدير مكتبه المركزي في النجف الأشرف سماحة الشيخ علي النجفي إلى أن هذا الالتزام الديني يعكس قوة العقيدة والثبات على المبادئ، فرغم ما تعرض له أتباع أهل البيت (عليهم السلام) من اضطهاد وتنكيل عبر العصور، إلا أنهم لم يتخلوا عن هذه الزيارة، ما يعكس بقاءً إلهياً ونصراً مستمراً. فقد تحملوا المخاطر والتهديدات من أجل زيارة الإمام الحسين، ما يجعل من هذه الزيارة رمزاً للصمود والإصرار على الحق.
جاء هذا في حديثه مع المؤمنين وأصحاب المواكب الحسينية على طريق المسيرة المباركة نحو كربلاء الصمود ونقل سماحته سلام ودعاء سماحة المرجع النجفي(دام ظله) لهم بالتوفيق والسداد والسلام وقبول الأعمال.
زيارة الأربعين: عنصر قوة للمجتمع العراقي
وأضاف الشيخ النجفي أن زيارة الأربعين تمثل عنصر قوةٍ ليس فقط للمذهب الشيعي، بل للمجتمع العراقي ككل. ففي كل عام، يتوافد الملايين من الزوار من داخل العراق وخارجه إلى كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، مما يعكس وحدة الصف وتضامن المجتمع حول قيم العدل والحرية والإصلاح التي تجسدها شخصية الإمام الحسين (عليه السلام).
ويوضح الشيخ النجفي أن هذه الزيارة تُعدّ مناسبة يتجدد فيها النصر الروحي، حيث يعقد الموالون ولاءهم لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ويجددون العهد بالسير على نهجهم، وتتحول كربلاء خلال هذه الأيام إلى مركز ديني وثقافي يعبر فيه الزوار عن محبتهم وولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) من خلال المسيرات الحسينية والقصائد والشعارات التي تخلد قيم التضحية والفداء.
زيارة الأربعين: مدرسة للأخلاق والإصلاح
ومن ناحية أخرى، يرى الشيخ النجفي أن زيارة الأربعين لا تقتصر على البُعد الديني فحسب، بل تمتد لتكون مدرسة كبرى للتربية على أخلاق أهل البيت (عليهم السلام).. فهي فرصة لتأكيد القيم الإنسانية السامية مثل الصبر والتسامح والإيثار، وتعزز من مشروع إصلاح المجتمع من خلال الحث على ترك السيئات من السلوكيات والالتزام بالقيم الفاضلة.
ويؤكد الشيخ أن زيارة الأربعين تعتبر رسالة قوية للعالم بأن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) متمسكون بقيمهم ومبادئهم، وأنهم يسعون إلى نشر السلام والعدالة من خلال التمسك بأخلاق الإمام الحسين (عليه السلام) وتعاليمه.. كما تُعدّ هذه الزيارة فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين مختلف فئات المجتمع، حيث يجتمع الناس من مختلف الخلفيات والثقافات في مكان واحد، متحدين حول قضية مشتركة.
زيارة الأربعين: رسالة للعالم
ختاماً، تظل زيارة الأربعين تجسد الروح الحقيقية للتضحية والإيثار التي جسدها الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. وهي تعكس الإصرار على السير على نهج الحق والعدالة، رغم كل الصعوبات والتحديات.. ومن خلال هذه الزيارة، يبعث أتباع أهل البيت (عليهم السلام) برسالة للعالم بأنهم متمسكون بمبادئهم، وبأنهم على استعداد للتضحية من أجلها، مما يجعل من زيارة الأربعين حدثاً دينياً وإنسانياً فريداً من نوعه، يعكس عمق الإيمان وصدق الولاء.